من الطارق ؟





من الطارق؟

أنا رمضان








خالد أبو شادي 
120 صفحة 

مع كل ملهيات الحياة ومشاغلها التي ننغمس فيها كثيرا تصبح واجباتنا الدينية روتينا نقوم به بشكل لا إرادي هذا إذا لم ننس بعضا منها
 خاصة الأذكار والصلاة والأدعية
 لكن قدوم رمضان يوقظنا ويعطي شحنة ايجابية للجانب الديني حيث الكثير منا يتبع خطة لختم القرآن عدة مرات و الالتزام بصلاة التراويح والتهجد وتحري ليلة القدر

أكثر أركان الإسلام روحانية هو رمضان ولكن للأسف ليس كلنا نحاول الالتزام به بل الأكثر منا يكون استعدادهم لرمضان 
بشراء أواني جديدة 
 حملة تنظيف للبيت ترحابا بالشهر الكريم و
التفكير أنه شهر ما لذ وطاب من الأكل 
وطبعا سلسلة برامج رمضانية زاخرة بمسلسلات لا أدري ما علاقتها برمضان وبرامج الكاميرا الخفية و المسابقات وما إلى ذلك

رمضان يؤكد لنا كل سنة أن الحملات الإعلامية تسعى لطمس الهوية الإسلامية وإلهاء الناس وتخدير العقول
 يتحينون فرصة شهر رمضان لوضع برنامج مكثف يبدأ تقريبا من الواحدة زوالا وينتهي حتى السحور ثم تبدأ برامج الإعادة 
لاحظوا  فترة الصلوات وقيام الليل كلها مشغولة بالبرامج التخديرية .
 ولكن المشكلة ليس في الاعلام المشكل الأكبر فينا 
إلى متى هذه الغفلة ؟ 
حتى شهر رمضان الذي يذكرنا بإرتباطنا الديني نحاول طمسه . 
منذ سنوات انتهجت سياسة القطيعة الجزئية مع التلفاز حيث لا أشاهد المسلسلات أبدا في رمضان لكن أشاهد بعض البرامج الدينية أو برامج المسابقات بشكل متقطع لكن في هذا رمضان أفكر أن تكون القطيعة كلية مع التلفاز والبرامج مهما كانت .

شهر واحد يكشف حقيقتنا
 يكشف قوة أنفسنا وضعفها 
عندما تصفد الشياطين التي كثيرا ما تحججنا بأنها توسوس لنا .

شهر واحد فيه من الأجر و الرحمة و إجابة الدعاء ما لا يوجد في باقي شهور السنة 
فعند الإفطار يستجاب الدعاء كل يوم . 
معظمنا يقضي الليل بطوله مستيقظا حتى السحور 
فرصة رائعة لقيام الليل ساعة واحدة قبل السحور فقط لأنه في باقي أيام السنة نتحجج بعدم قدرتنا على الاستيقاظ وترك الفراش .
شهر من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم .
شهر يمكننا فيه غسل خطايانا و ذنوبنا التي جمعناها طوال السنة .

خلال رمضان نستطيع اكتساب عادات جديدة و الإقلاع عن أخرى .
 ففترة شهر كافية لذلك .
بحيث نكتسب عادة تلاوة القران فمعظمنا يختم القران عدة مرات كل على حسب برنامجه 
 أعجبني برنامج لختم القران يمكن الاستمرار عليه طوال السنة بحيث نبدأ به في رمضان ونستمر به إلى ما بعد رمضان . 
كأقل تقدير قراءة 4 صفحات من الكتاب الكريم بعد كل صلاة سيتم ختم القرآن خلال شهر و ما يزيد سيختم بسرعة ويمكن كذلك التقليل خاصة مع روتين الحياة السريع و عدم توفر الوقت يمكننا بعد رمضان أن نستمر على الجدول ولكن نقرأ فقط صفحة واحدة بعد كل صلاة
 أكيد لن نختم القران خلال شهر ولكن نكون قد قرأنا خمس صفحات من القرآن في اليوم يعني في المتوسط 3000 حرف وكل حرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها 
طريقة مثالية لاكتساب حسنات و مزاحمة السيئات . 
هذه نقطة .
 نقطة أخرى هي الدعاء في هذا الشهر 
لدينا عدة مواضع لاستجابة الدعاء منها 
عند الإفطار
 و الثلث الأخير من الليل الموافق لفترة السحور 
ولا ننسى بعد الصلوات الخمس 
وفي السجود 
وما أكثر السجود في رمضان 
و ليلة القدر 
و يوم الجمعة وليلتها
 ومن منا من لا يحتاج الدعاء ( للشفاء – للتوفيق – للمغفرة- للعفو- للهداية.....).

 فكرة أخرى تصب في ناحية العادات المكتسبة والمتروكة هي خاصة بمن يدمنون على التدخين و ماشابه ذلك ففي رمضان يمكنهم الصبر من السحور إلى المغرب عن التدخين وهذا لا يمكنهم فعله في الأيام الأخرى يعني رمضان فرصة جيدة للاقلاع عن التدخين ومشتقاته .

حتى الأطفال ضمنه يتعلمون الصيام والصبر و يحسون باللمة العائلية واجتماع العائلة حول مائدة الطعام التي في هذا العصر نفتقر لها .

كل هذه الخيرات موجودة في رمضان ولكن نتجاهلها أو نهملها 
في البداية ذكرت أن منا من يهتم بتنظيف البيت وشراء كميات معتبرة من الطعام 
هذا جيد وليس سيء 
ولكن خاصة إن كنا نهدف لتنظيم وقتنا وجعل وقت معتبر للعبادة 
فبعض الرجال يشتري كل ما يحتاجه المنزل قبل رمضان ليقضي معظم وقته في النوم ولا يزعجونه بطلبات المنزل 
هذه لا 
بل جيد أن يشتري كل شيء مسبقا ليجعل معظم الوقت للعبادة وقراءة القران 
كذلك النساء من الجيد تنظيف البيت قبل رمضان وتحضير كل مستلزمات البيت ووضع قائمة للطعام تساعدها ليكون كل شيء جاهز وتعمل بشكل سريع ومنظم حتى يبقى لديها وقت للعبادة كذلك .

رمضان روتينه مخالف جدا لباقي أيام السنة ففيه يمكننا وضع جدول أو جداول ( للعبادة – لقراءة القران – للالتزام بالأذكار – للأكل – لتنظيم الوقت ...) نطبقها فيه ثم نبقى ملتزمين بها بعده .

فهو شهر رحمة ومغفرة و وعظ 
فلا يوجد شهر آخر يمكن أن نحس فيه بإرتباطنا الروحاني بالإسلام غيره 
ففيه ننفض الغبار عن مصاحفنا 
وفيه نحس بالجوع والعطش 
وفيه نستيقظ من النوم للسحور 
وفيه نحس بفرحة الإفطار ..... 
يمكننا أن نعيد المعنى الحقيقي لرمضان 
فالكثيرون يقولون ذهبت نكهة رمضان القديمة و طعمه
 لما يا ترى ؟ 
وكيف ؟ 
بالعكس الحياة أصبحت أسهل وأقل مشقة مما سبق 
المشكلة فينا وفي تنظيم وقتنا و طبعا مجاهدة أنفسنا 
فليست مغفرة ما تقدم من ذنوبنا ستكون بشربة ماء
 حتى شربة الماء عند البعض صعبة جدا و يحصلون عليها بشق الأنفس.
 أما نحن نعيش في بيوت مكيفة ونملك ثلاجات و آلات غسيل الثياب و مكفيين ومستورين الحمد لله
 صيامنا سهل .

كتاب جميل يحتوي أفكار و تنبيهات وأسباب وبراهين و الدليل من كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ليكون رمضان داخلنا ليس كسابقه
اللهم بلغنا رمضان بلوغا يغير حالنا إلى أحسنه ويهذب أنفسنا ويطهر قلوبنا بلوغ رحمة ومغفرة و عتق من النار



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اطلق النار على النساء أولا

عن شيء اسمه الحب

هل اطلقت النار على النساء ؟ ماذا تنتظر ؟

شمر على ساعديك وابدأ

جزء أم كل

فيما أفنينا شبابنا ؟

هكذا علّم الأنبياء

ابرة وخيط

ما هو مفهوم الالتزام لديك ؟

هل هذا التاريخ هو نهايتك أم بدايتك ؟