اطلق النار على النساء أولا

اطلق النار على النساء أولا

كتاب للصحافية

آيلين ماكدونالد

 يحتوي 272 صفحة

الكتاب عبارة عن مقابلات صحفية قامت بها الصحافية آيلين ماكدونالد لدراسة أسباب انظمام النساء للمنظمات الإرهابية أو المنظمات التحريرية التي تستعمل العنف وإلى أي مدى يمكن للمرأة أن تكون عنيفة ؟ 

وأخذت عينات من عدة منظمات مختلفة كورية ، فلسطينية وأوروبية

لن أتطرق في مراجعتي لما جاءت به تماما ولكن سوف أتطرق للعنف عموما

متى يصبح الإنسان عنيفا ولماذا ؟ 

وهل هناك عنف مبرر؟

 أم العنف يبقى سيء في كل حالاته ؟

وهل حقا العنف هو حكر على جنس الذكور ؟ 

ولما تعتبر الانثى العنيفة حالة شاذة ؟

إذا لاحظنا عالم الحيوان سنجد أن الأكثر عنفا هنا الإناث وليس الذكور

 فالأنثى تكون عنيفة في الدفاع عن صغارها حتى لو كان المهاجم أكبر منها بكثير وأقوى 

صحيح هذا المثال لا يمكن أن نسقطه على البشر لكن بداية لعدم اقتران العنف بالذكور فقط

العنف غالبا هو ردة فعل وليس فعل 

قلت غالبا

 فمعظم الأشخاص العنيفين مع الآخرين سبق وأن تعرضوا للعنف من طرف غيرهم سواء كان عنفا جسديا أو نفسيا أو تعرض للكبت و التضييق والحرمان

 هذا من ناحية 

ومن ناحية أخرى 

الأشخاص الذي ينظمون إلى منظمات وجماعات تتبنى أفكار محددة خاصة التحريرية غالبا يستعملون العنف خاصة في المراحل المتقدمة 

وهذا لأنها في بداياتها لما طالبت بحقوقها وأرادت نشر فكرها تعرضت للهجوم من طرف المعارضين لها أو تعرضت للاعتقالات فكان ردة فعلها العنف إما كردة فعل أو كوسيلة للفت الإنتباه

والعنف ليس استثناء لفئات معينة 

نجده في عدة مستويات وكل طرف يبرره من وجهة نظره ومن موقعه 

مثلا الشرطة والاستخبارات في كل الحالات ومع كل الأشخاص وبدون تمييز تستعمل العنف إن لم نقل التعذيب للحصول على الاعترافات مع من تسميهم مجرمين 

حتى ولو كانوا معتقلين سياسيين أو معتقلين ضمن جرائم خفيفة مثل السرقة أو النهب 

وتبريرهم أنه لا يمكن لشخص أن يعترف بجرمه بسهولة أو من تلقاء نفسه وأن العنف الذي يستعملونه ماهو إلا للترهيب و لحماية أمن الدولة

 لكن في الأخير هو عنف بغض النظر عن الوسائل اللاأخلاقية المستعملة في الاستجواب

حتى في التربية سواء الأسرية أو المدرسية كان يستعمل ولا يزال يستعمل الضرب الذي يصنف ضمن العنف من أجل العقاب والتأديب

هذا لا يعني أنني أبرر العنف أو أصوِّر الشخص الذي يستعمل العنف دوما ضحية 

ونفس الشيء بالنسبة للعنف من أجل قضية معينة

 فالعنف يبقى عنفا و ضمن اللاأخلاقيات 

فليس هناك عنف يصل إلى درجة التعذيب الجسدي أو النفسي أو القتل يمكن تقبله مهما كان هدفه

لكن أن يكون شخصا مارس العنف في حياته هو شخص شاذ أو منحرف وخاصة إن كانت امرأة هنا لا أتفق مع ذلك 

صحيح هناك حالات من الأشخاص العنيفين عنفهم نتج من مشكلة نفسية شخصية دون أي ظروف خارجية

 وكذلك ليس كل من تعرض للعنف في حياته تلقائيا يصبح عنيفا 

بالعكس هناك الكثير من حارب العنف والاضطهاد لأنه تعرض له

فالعنف ينتج عنه إما شخص عنيف أو شخص يحارب العنف

 فليس هناك نتيجة حتمية له

 فالانسان لا يخضع لقوانين الفيزياء والرياضيات المجردة 

كما أن العنف ليس حكرا على جنس معين ولا يوجد جنس أكثر عنفا من جنس آخر

فقوة العنف تكون تبعا للحالة النفسية للشخص والقضية التي يؤمن بها ومقدار العنف السابق الذي تعرض له

فحقيقة لا يمكن أن نتخيل اقتران العنف مع النساء

 لأن المرأة دوما ما ارتبطت بالحنان ، بالتربية ، بالانجاب ، بالطفولة ، بالاهتمام ، بالأسرة  ، بالضعف ، بالرقة ، بالجمال ، بالطيبة ، بالأنوثة ، بالدلال ... لا مكان للعنف بين كل هذه الكلمات 

لكن وعلى مر العصور وفي كل الأعراق والديانات نجد أن المرأة كانت حاضرة في الحروب و حملت السلاح سواء دفاعا عن نفسها أو عن قضية تؤمن بها ربما كان سابقا قليلة ولكن في العصر الحديث دخلت المرأة بقوة خاصة في المنظمات التي استعملت السلاح وسيلة لدعم قضيتها وازدادت مشاركتها قوة بعد نشر مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة وتحررها

وحتى لما نقول يجب محاربة العنف بشتى أنواعه نجد تلقائيا أننا نستعمل العنف للقضاء على العنف للأسف

صراحة احلم بعالم خال من العنف يوما ما 

لكن في قرارة نفسي لا أظن أن هذا اليوم سيأتي لأن القضاء على العنف خاصة المسلح يعني القضاء على تجارة السلاح التي تعتبر من أكبر التجارات في العالم وتدعمها دول إن لم نقل أن هذه التجارة يقوم عليها اقتصاد بعض الدول

كما أننا لاحظنا أن حتى المطالبة بالحقوق و التغيير لا تستغرق الوقت الكثير حتى تكتسب الطابع العنيف لأنها تعتبر تمردا

أخيرا مهمتنا ليست تحليل أسباب العنف ونتائجه أو القضاء عليه بل تكمن في إنشاء جيل جديد خارج إطار العنف حتى لا يلجأ للعنف مهما حدث وذلك عن طريق إصلاح التربية و الاهتمام بالحوار الأسري بشكل كبير