جزء أم كل




الإغراق في الجزئيات 





سلمان العودة 
53 صفحة


مع كل كتاب أقرؤه يزداد يقيني أن المعرفة والتعلم ليس لهما حدود ومهما اكتسبنا من معارف سابقة تبقى هناك تفاصيل غفلنا عنها وبعض الأفكار التي اكتسبناها خاطئة 

هذا الكتاب بالذات صحح فكرة كانت راسخة في ذهني منذ سنوات
 دوما عارضت التعمق الشديد في دراسة العقيدة لعامة الناس 
ليس معارضة الحق بل عارضت ذلك كدراسة تعريفات أدبية والتعمق فيها وأخذ الوقت الكثير فيها وقلت ما دمنا مسلمين ندرس العقيدة بإختصار ونهتم أكثر بالفقه ونتعمق فيه وخاصة ما يهم حياتنا اليومية وتعاملاتنا
بقيت هذه الفكرة راسخة في ذهني إلى أن قرأت هذا الكتاب 
اكتشفت حقيقة مشكلة المسلمين هي عدم فهم العقيدة جيدا 
صحيح أي مسلم يؤمن بالله الواحد الأحد 
ولكن هل حقا كل تعاملاتنا وأفعالنا وأقوالنا لله الواحد الأحد ؟؟ 

مثلا 

لما نتزوج  وننجب؟ 
إما لإشباع الرغبة الجنسية بالطريقة الحلال 
أو حتى لا يفوت القطار 
أو حتى لا يعيبه المجتمع أو لكي لا ينقطع نسله  
ثم لكي يعيلني أبنائي لما أكبر ..... 
ولكن لا أحد فينا يتزوج ليفاخر بنا النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة 
لا أحد فينا يتزوج لإنجاب جيل يرفع راية الإسلام 
لا أحد فينا يربي أبناءه من أجل الولد الصالح الذي يدعو له بعد موته أو البنت الصالحة التي تعصمه من النار يوم القيامة 
حتى بر الوالدين صار فقط حتى لا يعيبنا الناس 
ماذا سوف يقول الناس عنا ؟؟؟ 
وتجد الأخوة كل واحد يعيب على الآخر أنه لا يخدم والديه ... للأسف   
حتى في الموت الذي بالمفروض يكون واعظا لنا تجد الناس في العزاء أكثر كلامهم 
مسكين لم يعش حياته 
عاش في الشقاء إلى أن مات 
لم يسعد يوما 
مات صغيرا لم يتزوج 
آه مات ولم يترك ولدا ذكرا ....... 
هذا أكبر دليل أننا نؤمن في قرارة أنفسنا أن لا حياة بعد الموت أن الحياة الدنيا هي الحياة فقط 

من الأخطاء التي يغرق فيها معظمنا هي تصيد ونقد الآخرين والتشكيك في نواياهم سواء فعلوا الصالح أو الطالح
 نحب دوما رؤية الآخرين سيئين 
لا يمكن لشخص أن يكون جيدا بدون خطيئة 
لا يمكن أن يكون هناك شخص مثالي وكامل 
لهذا تجدنا نبحث ونتحرى عن أخطاء الآخرين  
آخ منا 
هل تعرفون لما كل هذا?
 لأننا نعلم جيدا أننا مليئون بالأخطاء
 فلنقضي عمرنا في تصحيحها أفضل من قضاء العمر في نبش الآخرين

نقطة مهمة جدا آثارها الدكتور وهي من عمق حياتنا ومن عمق دواخلنا 
وهي التعمق في الصغائر وترك المهم والأصل 
لاحظت مؤخرا أن أول شيء يدرس للأطفال والكبار في بعض دور تحفيظ القرآن هي الطائفية الكبرى والصغرى 
الكبرى لا داعي للتعمق فيها 
لكن الصغرى تجد بعض المدرسين يطلبون من طلبتهم عدم الصلاة في المسجد الفلاني ولا رد السلام على الشخص الفلاني 
لما يا ترى؟
 لأنه لا يتبع السنة ولا يعف اللحية ولا يقصر 
وآخر لأنه يشبك يديه في الصلاة أو يتركهما بدون تشبيك 
وآخر يرد السلام كاملا وآخر لا يرده كاملا 
وآخر لأنه يفطر مع سماع الأذان مباشرة أو يؤخر الإفطار أو السحور ...........
 ماهذا 
ماهذا 
ماهذا يا هذا 
تتعمقون في جزئيات لن نقول أنها ليست مهمة ولكن ليس إلى درجة التكفير وعدم رد السلام ونشر عداوات لا أساس لها 
من المفروض تعليم الحق أولا قبل الباطل تعليم الحق أولا قبل الحرام والحلال 
الحق هو أن نعبد الله الواحد الأحد 
الحق هو أن يكون كل عملي وتفكيري وتصرفاتي لوجه الله الصمد 
الحق أن يكون  صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اطلق النار على النساء أولا

عن شيء اسمه الحب

هل اطلقت النار على النساء ؟ ماذا تنتظر ؟

شمر على ساعديك وابدأ

فيما أفنينا شبابنا ؟

هكذا علّم الأنبياء

ابرة وخيط

ما هو مفهوم الالتزام لديك ؟

هل هذا التاريخ هو نهايتك أم بدايتك ؟