هل استرجعت قلبك ؟



اقتباساتي من كتاب (2)

استرجع قلبك 





ياسمين مجاهد








الإقتباس الحادي عشر

البارحة أراد ابني -الذي يبلغ من العمر اثنين وعشرين شهرا- أن يمارس استقلاله بعد تسلقه خارجا من مقعده في السيارة أراد أن يغلق بابها متشبها بالكبار فوقفت أراقبه مدركة بأني إذا تركته ليغلق الباب فسيضرب رأسه الصغير بعنف فرفعته بعيدا وأغلقت الباب بنفسي أحبطه فعلي هذا فأجهش بالبكاء 
كيف لي أن أمنعه من فعل ما أراد بإلحاح ؟
عند مشاهدتي لهذه الحادثة خطرة على بالي فكرة غريبة 
تذكرت كل المواقف المتشابهة لنا في هذه الحياة 
عندما نريد شيئا بإصرار ولا يسمح الله سبحانه وتعالى لنا بأخذه 
ذكرت بكل الأوقات التي شعرنا فيها -كبالغين- بنفس الإحباط 
عندما لا تسير الأمور كما نريد وفجأة أصبح الأمر عندي واضحا جدا 
أبعدت ابني عن الباب كي أحميه فقط 
ولكنه كان جاهلا ففي أثناء نحييه كان يجعل أني بفعلي هذا قد أنقذته في الواقع
ومثلما بكى ابني بسذاجة وبراءة 
كثيرا ما تحسرنا على أحداث كانت في الحقيقة سببا في إنقاذنا
فعلى سبيل المثال 
عندما تفوتنا طائرة أو نفقد عملا أو نجد أنفسنا غير قادرين على الزواج من الشخص الذي نريده 
هل توقفنا للتفكير في احتمالية كون ذلك في صالحنا ؟
يقول الله عز وجل :
وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )




الإقتباس الثاني عشر

كلمات جلال الدين الرومي التي تصف تلك الحالة بشكل جميل:
" عندما يضرب أحدنا السجادة بقطعة من الخشب فليس قصده ضرب السجادة إنما قصده نفض الغبار عنها
نفسك مليئة بالغبار المتراكم من حجاب الأنا وهذا الغبار لا يمكن نفضه مرة واحدة
مع كل قسوة وكل ضربة ينفض الغبار شيئا فشيئا عن وجه القلب 
أثناء نومنا أحيانا وخلال صحوتنا في أحيان أخرى"




الإقتباس الثالث عشر

عند التمعن في هذه الحادثة وضح العلماء أن عملية التخفيف من خمسين إلى خمسة كانت مقصودة والغرض منها إعلامنا بالمكان الحقيقي الذي تحتله الصلاة في حياتنا
تصور للحظة أنك تؤدي الصلاة خمسين مرة في اليوم 
هل يمكننا فعل أي شيء آخر سوى الصلاة ؟
لا 
وهذا هو المقصود 
هل هناك طريقة أعظم من هذه لتبيان الغرض الحقيقي من حياتنا 
كما لو كنا نقول الصلاة هي حياتنا الحقيقية وكل ما تبقى مما نملأ به يومنا هو مجرد حركات
ومع ذلك فنحن نعيش العكس تماما 
فالصلاة باتت شيئا نحشره في يومنا عندما نجد وقتا 
"حياتنا" لا تتمحور حول الصلاة
الصلاة هي التي تتمحور حول " حياتنا "
إذا كنا في حصة 
فالصلاة فكرة ثانوية تخطر على بالنا 
وإذا كنا في السوق 
فالتنزيلات في متاجر مايسي تكون أكثر إلحاحا 
هناك شيء في غاية الخطأ عندما نضع جانبا الهدف الحقيقي لوجودنا من أجل مشاهدة مباراة كرة سلة



الإقتباس الرابع عشر

تخيل مدى فظاعة هذا الفعل الذي جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث عنه بهذه الطريقة 
فكر للحظة ما الخطأ الذي اقترفه الشيطان ؟
هو لم يرفض الإيمان بالله عز وجل 
ولكنه رفض أن يسجد سجدة واحدة 
واحدة فقط 
تخيل كل السجدات التي أبينا تأديتها 
ضع بعين الاعتبار خطورة هذا الرفض 
ومع ذلك 
فكر كيف تأخذ أمر الصلاة بلا مبالاة 
الصلاة هي أول شيء نسأل عنه يوم القيامة 
ومع ذلك فهي آخر ما يشغل بالنا 
قال عليه الصلاة والسلام :
( أول ما يحاسب به العبد الصلاة )
في ذلك اليوم يسأل أهل الجنة أولئك الذي حشروا في جهنم 
لماذا دخلتموها ويخبرنا القرآن الكريم تماما ما سيكون ردهم الأول :
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ  ) 



الإقتباس الخامس عشر

لا يحتاج الشخص أن ينتظر إلى ذلك اليوم كي يرى نتيجة هذا اللقاء الليلي مع الله عز وجل 
الحقيقة هي 
أن الكلمات تعجز عن وصف الإحساس الفائض بالسلام
والذي يتحقق في هذه المناجاة 
فلابد للشخص أن يجرب كي يعرف
إن أثر هذه المناجاة على حياة الشخص لا يقاس
عندما تجرب القيام 
صلاة قيام الليل 
فإن ما تبقى من حياتك سيتغير بشكل جذري 
فجأة
تصبح الأعباء التي كانت تثقل كاهلك خفيفة 
والمشكلات المستعصية ستحل 
فهذا القرب من خالقك الذي كان في يوم ما غاية بعيدة المنال
سيصبح حبل نجاتك الوحيد



الإقتباس السادس عشر

هناك ظاهرة عالمية توفر أرضا خصبة ومنصة لتلك الأنا 
إنها تدعى الفيس بوك 
الآن سأكون أول من يصرح بأن الفيس بوك يمكن أن يكون أداة قوية للخير
إنه مثل كثير من الأشياء الأخرى
يعتمد على طريقة استعمالك له 
فالسكين مثلا قد تستخدم لتقطيع الطعام الذي يشبع الجائع 
ولكنها يمكن أن تستخدم في قتل شخص ما
الفيس بوك يمكن أن يستخدم لتحقيق خير عظيم
ففي النهاية 
الفيس بوك هو الذي ساعد في تنظيم الانقلاب على دكتاتور
كما يمكن أن يتسخدم الفيس بوك كأداة قوية للتنظيم أو الدعوة والتذكير والتوحد
نستطيع أن نستخدم الفيس بوك لتقوية صلتنا بالله عز وجل وصلة بعضنا ببعض
ويمكن للفيس بوك أن يتسخدم أداة لإحكام قبضة أنفسنا علينا



الإقتباس السابع عشر

هذه النتيجة -هي تماما- ضد حقيقة الوجود 
فالهدف من هذه الحياة 
هو أن ندرك حقيقة عظمة الله عز وجل وضآلتي واحتياجي له
الهدف هو 
أن أخرج نفسي من المراكز وأضعه هناك سبحانه وتعالى بدلا منها
لكن الفيس بوك يرسخ الوهم الذي هو العكس من ذلك تماما 
فهو يجعلني متيقنة أنه بسبب أهميتي يجب أن تعرض كل حركة من حركاتي أو فكرة من أفكاري
وإن كان كل ذلك عديم الأهمية 
فجأة 
يصبح ما تناولته في وجبة الإفطار أو ما اشتريته من السوق خيرا يستحق النشر
وعندما أنشر صورة أنتضر الثناء والاعتراف والتقدير 
لقد عدد الإعجابات أو التعليقات من الجمال الحسي شيئا يمكن قياسه 
فعندما أنشر شيئا ما 
فإني أنتظر بفارغ الصبر من "يعجب" به 
وفضلا عن ذلك أصبحت على وعي تام بعدد "الأصدقاء" لدي 
بل وحتى أتنافس مع غيري لزيادة عددهم
وضعت كلمة "الأصدقاء" هنا بين علامتي اقتباس 
لأنه لا أحد يعرف ثمانين بالمئة من " أصدقائه " على الفيس بوك
هذا الانشغال والتنافس لكسب الأكثر ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى :
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) 
وسواء أكان ذلك التنافس في تجميع المال أم الأصدقاء أم الإعجابات على الفيس بوك 
ستكون النتيجة نفسها 
أصبحنا منشغلين بذلك 



الإقتباس الثامن عشر

جسدك وروحك خلقا لشيء أعظم 
شيء أعظم بكثير
يقول الله عز وجل في القرآن الكريم :
 إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  ) 
لذلك فأنت مكرّمة
ولكن ليس لعلاقتك بالرجال التي تفرض عليك إسعادهم أو أن تصبحي مشابهة لهم
بل قيمتك كامرأة لا تقاس بحجم خصرك 
أو عدد الرجال الذين يحبونك
قيمتك كبشري تقاس بميزان أعلى 
ميزان البر والتقوى
وهدفك في الحياة -على الرغم مما تقوله مجلات الموضة- هو شيء أرفع من مجرد ظهورك جميلة بأعين الرجال



الإقتباس التاسع عشر

لذلك أمرني الله سبحانه وتعالى أن أغطي نفسي
لأخفي جمالي ولأخبر العالم أنني لست هنا لأرضي الرجال بجسدي 
أنا هنا لأرضي الله عز وجل 
زاد الله في تكريم جسد المرأة 
وأمر أن يحترم ويغطى ويكشف فقط للمستحق الرجل الذي أتزوج 
فهؤلاء الذين يريدون (تحريري) لدي شيء واحد أقوله لهم :
لا وشكرا
لست هنا كي أعرض 
وجسدي ليس للاستهلاك العام
لن يتم اختزالي والنظر إليّ بوصفي متاعا أو زوج سيقان لترويج الأحذية 
أنا روح وعقل وأمة لله سبحانه وتعالى
قيمتي تتحدد بجمال روحي وقلبي وأخلاقي
لذلك لن أعبد مقاييس جمالك 
ولن أخضع لاتجاه موضتك
خضوعي سيكون لشيء أعلى



الإقتباس العشرون

من أكثر تعريفات الرجولة شيوعا اليوم هي قلة التعبير عن المشاعر
فما يعتقده الكثيرون هو أن البكاء ليس من سجايا الرجال
بل هو دليل على الضعف 
ومع ذلك وصف الرسول صل الله عليه وسلم لهذه السجية مختلفا تماما
فعندما حمل الرسول عليه الصلاة والسلام ولد ابنته وهو في سكرات الموت 
اغرورقت عيناه بالدموع عندها قال له أحد الصحابة وهو سعد رضي الله عنه :
يا رسول الله ما هذا ؟
فأجابه قائلا :
(هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اطلق النار على النساء أولا

عن شيء اسمه الحب

هل اطلقت النار على النساء ؟ ماذا تنتظر ؟

شمر على ساعديك وابدأ

جزء أم كل

فيما أفنينا شبابنا ؟

هكذا علّم الأنبياء

ابرة وخيط

ما هو مفهوم الالتزام لديك ؟

هل هذا التاريخ هو نهايتك أم بدايتك ؟