أخبرني أين قلبك ؟



استرجع قلبك
رؤية ذاتية حول التحرر من قيود الحياة 







ياسمين مجاهد
160 صفحة


كتاب رائع إن لم أقل هو من بين الكتب الأكثر روعة التي قرأتها 
 أحيانا أحس أن حتى إختياراتي للكتب ليست عبثية إنما هي تسهيلات ورسائل ربانية لي . 
كتاب مميز به طريقة مبسطة لبعض المفاهيم الدينية و التعاملات التي ننظر لها بشكل سطحي او مخالف . يمس عدة جوانب من بينها نظرتنا للإبتلاءات و النعم و توزيعها غير العادل ، الحب والهوى ، نظرة المجتمع للمرأة و نظرتها هي لنفسها ، المساواة بين الرجل والمرأة ، مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها علينا ، الصلاة و تهاوننا فيها ......

كثيرا ما فكرت بيني وبين نفسي حول الإبتلاءات - الكثير يختلف معي في هذه النقطة ، لكن تستحق التفكير- فمعظمنا يرى الإبتلاءات على أنها عين أو حسد أو سحر  
صحيح العين حق والسحر مذكور في القرآن لا نقاش في ذلك ولكن ننسى أمرا مهما وبمقدار يقيننا بوجود العين والحسد كان علينا أن نوقن ونؤمن بهذه الآيات 
( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
 ( وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) 
يعني الإصابة بالعين أو ماشابه إلا بإذن الله . 
فالله لاينفذ أوامر البشر وليس بظلام للعبيد إذن لماذا تمكن منا الحسد والعين والسحر؟ هنا مربط الفرس 
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ۚ)
كما يراها آخرون إبتلاء لقوة الإيمان حقيقة الابتلاءات لقوي الإيمان مثلما أبتلي الرسل والأنبياء فنجد أن الكثيرين يغترون حتى في الابتلاءات أن الله ابتلاهم لقوة إيمانهم لكن السؤال المطروح 
هل حقا نحن قويي إيمان يعني هل صلاتنا خاشعة ؟
 هل نصوم رمضان إيمانا واحتسابا ؟ 
هل نحن بارين بوالدين إلى درجة أننا لا نتذمر حتى بين أنفسنا ولا نرفع أصواتنا عليهم ؟ 
هل حقا لا نسيء الظن بالآخرين ولا نتكلم على الآخرين في غيابهم؟
هل وهل ؟
 أنا أرى أنها تعتبر عقاب أو تكفير للذنوب التي نرتكبها سيقال لي أي ذنوب ؟
 نحن دوما نرى الذنوب فقط الكبائر لكن ننسى الذنوب الصغيرة مثل عدم الخشوع في الصلاة ، الغيبة ، عدم إرضاء الوالدين بشكل تام ، سوء الظن بالآخرين و الشك ...... 
يعني لما نصاب بعين أو بإبتلاء يجب أن نراجع أنفسنا وتقصيرنا نحو الله وعلاقاتنا مع البشر لهذا الله أذن للعين أن تصيبنا و إبتلانا .
 صحيح أن الابتلاء هو دلالة على حب الله لأن الله لا يبتلي إلا من يحبه سواء كان يختبره أو يعاقبه 
حتى في العقاب هو يحبه بحيث ينقيه من ذنوبه في الدنيا ليصل إلى الآخرة صافيا من الذنوب ولكن لا يجب أن نعاني من طول الأمل و نغتر بالإبتلاء ونقول أنه حب الله فهناك من الإبتلاء تنبيها لك للالتزام
 بل يجب أن نراجع أنفسنا ونصلحها 

دوما نرى أن الابتلاء يكون فقط بالأمور السيئة ولا ابتلاء في السعة حتى سعة الرزق والتدين تعتبر ابتلاء في بعض الأحيان لكي يختبرنا الله عندما يغرقنا في نعمه 
ويعطينا ثقافة دينية ويرى ما مدى شكرنا له و كيف نتصرف و كيف ننظر للآخرين . 
أحيانا النعم تجعلنا أكثر بعدا عن الله وأكثر جحودا وتكبرا فنغرق في النعم و الملهيات وجمع المال والنجاحات والتدين يجعلنا نرى كل مقصر مآله لنار جهنم و نحن للجنة مآلنا كأننا نحن من نقسم البشر بين جهنم والجنة 

كما نرى غالبا الابتلاء في المشاكل والبعد والفقد ونقص المال ووو لكن أحيانا ضمن هذه تكون النعم . 
يحرمنا الله من مناصب و صفقات وزيجات لكي يحمينا منها فأحيانا مانكره فيه خير لنا ومانحبه فيه شر لنا والله أرحم بنا من أمهاتنا وحرَّم على نفسه الظلم ولن يظلمنا أبدا فيما حرمنا وابتلانا 

أمر مهم جدا نغفل كثيرا عنه ألا وهو الصلاة هناك من لا يصلي وهناك من يصلي ويترك وهناك من لايصليها في وقتها وهناك من يصليها ليرتاح منها و هناك من يصليها دون خشوع لا أحد منا يضع هذا الحديث الشريف نصب عينه 
يقول -صلى الله عليه وسلم-: 
(أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وأن فسدت فقد خاب وخسر) .
 أكثر شيء نستهين به الصلاة ولا نحاول أبدا إصلاحها رغم محاولاتنا لإصلاح أنفسنا 
مرة سمعت قصة شخص أحس بضياع حياته ولم يعرف كيف يبدأ الإصلاح كلما مرة يحاول فيها لا ينجح إلى أن فكر أن يصلح شيء واحد فقط هو صلاة الفجر ومجاهدة نفسه على صلاتها وبالتدريج بدأ كل شيء ينصلح حتى عمله، رزقه ، نومه، أسرته 
 ألا تحتاج التفكير؟
 لنصلح صلاتنا هي العبادة التي نكون فيها أقرب لله 

كتاب رائع جدا حقا مع كل كلمة فيه تحس أن قلبك كان مسلوبا منك بهوس الحياة وحب الدنيا وأنه حان الوقت لاسترجاعه 

أنصح الجميع بقراءته وارتجالا مني أحس أن كل من وصله هذا الكتاب أراد الله به خيرا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اطلق النار على النساء أولا

عن شيء اسمه الحب

هل اطلقت النار على النساء ؟ ماذا تنتظر ؟

شمر على ساعديك وابدأ

جزء أم كل

فيما أفنينا شبابنا ؟

هكذا علّم الأنبياء

ابرة وخيط

ما هو مفهوم الالتزام لديك ؟

هل هذا التاريخ هو نهايتك أم بدايتك ؟