كنت أود أن أعرف هذا قبل أن أتزوج


كنت أود أن أعرف هذا قبل أن أتزوج



جاري تشابمان
 152 صفحة


من الكتب الرائعة التي قرأتها في هذا المجال
صحيح أن مسألة الزواج ليس رياضيات
 قاعدة تطبق تعطيك نفس النتيجة 
فهذا ضرب من الخيال والبشر ليسوا نسخا متطابقة 
ولكن توجد أساسيات 
فالزواج مثله مثل أي علاقة في هذا الكون وهو حجر الأساس لتغيير العالم
 نعم تغيير العالم
 فالعالم حتى يتغير يجب أولا أن نغير طرق التفكير وهذا يعود بالأساس للتربية والتربية يقوم بها الأب والأم وهما رجل وامرأة قبل أن ينجبا وقعا بينهما معاهدة الزواج التي هما الطرفان الأساسيان بها 
وعند توقيع أي معاهدة أو اتفاقية مع أي طرف آخر يجب أن تعرفه جيدا ثم تفهم ماهية الاتفاقية ومتطلباتها وهذا كذلك ينطبق على الزواج 
ولكن لأن الزواج يعتبر من سنن الحياة لم يعد بتلك الأهمية التي يجب أن نفكر به ونتهيأ له فكل همنا هو متطلبات العرس فقط
من أهم النقاط التي يجب أن نفكر بها قبل الزواج واختياراتنا لشريك الحياة هو التوافق الاجتماعي والفكري والديني 
الكثير لا يرى لهذا أهمية ولكن سيظهر نتائج ذلك بعد السنة الأولى للزواج أو بعد الانجاب وخلال فترة التربية ويمكن يظهر باكرا خلال المحادثات اليومية
 لهذا يجب قبل أن نفكر باختيار شريك الحياة يجب أن نفهم أنفسنا وميولاتنا واهتماماتنا
 ثم نفهم ما الذي نريده بالضبط من الزواج 
ماهي خطتنا للزواج والتربية
 ماهي الأمور التي نريد تغييرها في أنفسنا وحياتنا أو نبقيها 
ثم لما يقع اختيارنا على شخص معين في البداية يكون الاختيار سطحي
 إما على أساس الشكل ، الحسب والنسب ، المهنة ، اقتراح شخص .... الخ 
ندخل في مرحلة التعارف
 هنا الإشكالية التعارف سيقول لي البعض هذه النقطة ليس متاحة للجميع و و و
 في الشريعة الإسلامية هناك شيء اسمه النظرة الشرعية الكثير لديهم مفهوم خاطئ عنها 
يراها البعض أنها الزام واضح بالزواج يعني إن تمت الموافقة على النظرة الشرعية يعني أنها تعني موافقة الطرفين بالضرورة 
وهناك من يراها فقط لرؤية الرجل شكل المرأة التي سيتقدم لها وكفى
 النظرة الشرعية أشمل بكثير هي من حق الطرفين لرؤية الشكل طبعا وثانيا التفاهم على بعض النقاط أكيد لا يمكن لفترة قصيرة أن تفهم منها الطرف الآخر 
لهذا قلت يجب أن يفهم الشخص نفسه أولا ثم يحاول فهم الآخر ولا يعني هذا ما سيناقش في النظرة الشرعية هو شروط كلا الطرفين 
فالبعض يرى أن الكلام في أول لقاء هو إلقاء كل طرف شروطه الخاصة فقط 
بالعكس أصلا الشروط توضع عند طرح فكرة الزواج أساسا يعني قبل قبول النظرة الشرعية وبالتالي ما سوف يطرح في هذا اللقاء هو الميولات والاهتمامات وطموح كل شخص في الزواج والتربية وما ينتظره كل شخص من الطرف الآخر بشكل مختصر طبعا لأخذ نظرة عامة واستنادا لذلك يحدد كل طرف هل هذا الشخص مناسب لي أم لا ؟ 
نذهب لفترة الخطوبة أكيد سيكون هناك تواصل لا يهم هل التواصل وجها لوجه أو عن طريق الهاتف أو عن طريق مواقع تواصل اجتماعي وسواء كان التواصل مكثف أو لا
المهم أن تتخلل هذه الفترة تواصل للحوار ليس في متطلبات العرس بل للتفصيل في النقاط السابقة وحتى إذا كان لهما الجرأة طرح عيوبهما ومدى قدرتهما على تغييرها من عدمه وماهي الأشياء التي يحبون وماهي الأشياء التي يرفضونها بشكل متناوب وليس فقط ما أحب وما أكره من اختصاص الرجل 
إضافة إلى طرح الميولات الدينية والثقافية وإيجاد نقاط الوصل بينهما
 الشريك المناسب لا يعني بالضرورة شخصا يوافقنا في كل شيء هذا ضرب من المستحيل 
الشخص المناسب هو شخص يمكننا التفاهم معه ومحاورته بأريحية 
كذلك نقطة مهمة الكثير يتجاهلها أو تلغى خاصة بالنسبة للمرأة وهي العلاقة بالأهل وطريقة عيش كل طرف في عائلته بالنسبة للمرأة وخاصة إذا كانت سوف تتزوج في بيت العائلة يطلب منها نسيان حياتها السابقة كليا والرضوخ للنظام الجديد المرأة إنسانة وليست آلة هي عاشت ضمن عائلة ونظام محدد هو من جعل منها هذا الكيان الذي اخترتموه ليكون فردا من عائلتكم يعني لا يمكن أن تطلبوا منها طمس ومحو نظام حياتها السابق
لهذا هذه النقطة مهمة جدا يجب مناقشتها قبل الزواج
خلال كل هذا كل طرف عليه ملاحظة ردات فعل الطرف الآخر عند مناقشة بعض النقاط ليعرف ماهي النقاط التي يمكن أن تكون نقطة صدام من غيرها وهل يمكن أن تقبل تلك ردات الفعل أم لا ؟
ولا ننس أن فترة خطوبة لا تعني الزاما بالزواج يعني أي طرف أحس أنه لا يمكن أن يستمر مع هذا الشخص فليتوقف ويفسخ الخطوبة ولا يرغم نفسه على ذلك لمجرد كلام الآخرين ونظرة المجتمع و و و و 
كل شيء مضى على خير وتم عقد الزواج لا يعني أننا وصلنا إلى نهاية الطريق 
فالزواج هو نقطة البداية وليس نقطة النهاية كما أن الدرس التطبيقي ليس كالدرس النظري
كما أن تواصلك مع شخص لا تربطك به علاقة جنسية ليس مثل التواصل مع شخص تربطك به علاقة جنسية
وكذلك التعامل مع شخص لا يعيش معك مثل شخص يعيش معك 
هناك اختلاف كبير جدا 
ولا يعني الاختلاف أنه سقوط الأقنعة بالعكس  فلنلاحظ تعاملاتنا مع الآخرين بغض النظر عن الزواج البشر بالنسبة لنا درجات فتعاملي وكلامي مع عائلتي المصغرة ليس مثل أقاربي ليس مثل أصدقائي المقربين ليس مثل الجيران ليس مثل زملاء العمل ليس مثل الباعة ليس مثل الغرباء ...... فلنكن عادلين
 كما أن سقوط الأقنعة لا يعني سقوط أقنعة أحيانا بل يعني أنك أصبحت شخصا مقربا وأتعامل معك بأريحية فلننظر للأمور من زاوية أخرى طبعا لا أتكلم عن التناقض أو الكذب والخداع
بعد الزواج نقاشنا لكل النقاط السابقة لم ينته بالعكس نتوسع أكثر فيها إضافة إلى تعلم لغات الحب ولغات الاعتذار كما قال الكاتب
 لا يجب أن أحب شخصا لكي أتعامل معه بحب وانتظر الحب حتى ينزل على قلبي لكي أبدأ بالتعامل بحب ولغات الحب غير متعلقة فقط بالتعامل بين الزوجين فقط بل هي متعلقة بالتعامل مع كل الناس فلكل شخص لغة حب خاصة ويجب على كل شخص أن يعرف لغة حبه هو أولا ثم يكتشف مع الوقت لغة حب الآخرين ومع الأشخاص المقربين يمكن مناقشة هذا الموضوع والتعرف على لغة حب الآخر دون اللجوء للبحث والملاحظة 
فهناك من يحب التقدير بالكلام والإطراء والمدح وكلام الحب 
وهناك من يحب المساعدة والمساندة في كل شيء 
وهناك من يحب الهدايا المفاجئة وهدايا المناسبات
 وهناك من يحب التلامس واللمس والتقرب والحضن
 لغات الحب رائعة لنشر المحبة بين كل أفراد العائلة الآباء الأمهات الإخوة الأبناء والأصدقاء وخاصة بين الأزواج
الخلافات والمشاكل هي ملح الحياة الزوجية والحياة عموما  يستحيل أن نتفق على نفس الشيء
 أحيانا الزوجان يختلفان على أشياء تافهة مثلا موضع أثاث لون الستائر ..... وغالبا إما أن يرضخ أحد الطرفين للآخر على مضض أو تنشبه حرب
 لهذا وجب على الطرفين فهم الطرق الثلاثة لحل الخلافات
فإما محاولة إيجاد نقطة المنتصف يعني حلا يرضي الطرفين أو حلا يربط بين وجهتي النظر 
و إما التضحية المتبادلة يعني في خلاف أحد الطرفين عليه أن يتنازل وفي خلاف آخر يجب على الطرف الآخر التنازل يعني بالتناوب أو إذا كان الخلاف مركب تنازلات متبادلة في كل الخلاف 
وإما قطع النقاش حول الخلاف وتأجيله لوقت آخر ومحاولة إيجاد حل فردي من كل طرف وعرضه في وقت تهدأ النفوس
الأخطاء دوما نرتكب الأخطاء سواء متعمدة أو غير متعمدة في حق الآخرين وأحيانا نحاول تصحيحها وأخرى نتركها للزمن
 لكن الأخطاء بين الأزواج لا يجب أن تترك للزمن فالزمن لا يمحوها بل يضخمها فالأخطاء المتعمدة واضحة ولكن الأخطاء غير المتعمدة يجب على الطرف المظلوم أن يفصح عن سبب تضايقه وانزعاجه حتى يفهم الآخر لأنه ربما قال كلمة عابرة على شكل مزحة ولكن الطرف الآخر اعتبرها جارحة أو يمكن تصرف غير مقصود ومن ثمة تصحيحها وإصلاحها حتى لا تتضخم 
كيف يمكن إصلاحها ؟
غالبا الأخطاء تحتاج اعتذار وللاعتذار كما سبق كذلك لديه لغات حسب كل شخص 
فهناك من يرضى عن طريق تعويض بهدية بنزهة بقبلة بمساعدة بعشاء .... 
وهناك من يرضى بالإقرار فقط أنك أخطأت في حقه ...
وهناك من يرضى بجملة اعتذار متكاملة أو رسالة اعتذار ومحبة
من كل هذا وذاك نستنتج أنه ليس بالضرورة أن نعرف كل ذلك قبل أن نتزوج ولكن الأفضل لأن ما جاء في الكتاب يمس كل العلاقات وليس فقط العلاقات الزوجية
والأهم من كل ذلك يجب أن نفهم أنفسنا حتى نفهم الآخرين ويفهمنا الآخرون
كتاب ممتاز حقا راقني كثيرا ويستحق القراءة ويتوجب التفكير والتمعن في معانيه وأفكاره






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اطلق النار على النساء أولا

عن شيء اسمه الحب

هل اطلقت النار على النساء ؟ ماذا تنتظر ؟

شمر على ساعديك وابدأ

جزء أم كل

فيما أفنينا شبابنا ؟

هكذا علّم الأنبياء

ابرة وخيط

ما هو مفهوم الالتزام لديك ؟

هل هذا التاريخ هو نهايتك أم بدايتك ؟