أبناءنا والتربية

أولادنا في رمضان

سلمان العودة 

18 صفحة

هو محاضرة أكثر ما هو كتيب تكلم في الشيخ عن التربية عموما وعن تصرفات الأبناء في رمضان خصوصا

الكثير منا يتزوج من أجل أن يكون لديه أبناء يحملون اسمه أو يكون سند له أو ليتباهى بهم أو لنظرة المجتمع الذي يرى أن من ليس لديه أبناء وعائلة به نقص

لكن هل فكّر كل شخص فينا في تربية أبنائه قبل أن ينجبهم ؟ 

هل فكّر في كيفية تربيتهم حتى بعد ولادتهم مباشرة حتى ؟

التربية ليست بالشيء الهين

صحيح كل البشر ينجبون وحتى الحيوانات والحشرات والكل يربي تقريبا 

فالحيوانات مثل الحيوانات المفترسة والطيور تربي أبناءها أو لنقل تعلم أبناءها على الصيد أو الطيران أو السباحة والاختباء وبناء الأعشاش ......

 وبالتالي التربية التي نتكلم عنها ليست التربية الفطرية بل التربية الأخلاقية ، الدينية، الثقافية، العلمية التي ينشأ عنها ولد صالح يدعو لك

جميل 

كيف نحصل عليها إذن أو كيف نطبقها ونتعلمها ؟

هنا مربط الفرس

قبل أن نفكر في الإنجاب يجب أن نفكر في التربية بأخذ جلسة مع أنفسنا والتفكير في طريقة التربية التي نشأنا عليها و نتائجها على شخصيتنا وحياتنا

 ماهو الصحيح فيها وماهو الخاطئ وتدوين أهم النقاط التي سوف نتبناها في تربيتنا لأبناءنا و التي سوف نتجنبها

ثم نحاول أخذ فكرة عن الأشخاص المحيطين الذين لديهم أبناء من كل الأعمار وكيف يتعاملون معهم وماهي المشاكل التي يتعرضون لها سواء إيجابية أو سلبية ونستنتج

صحيح التطبيق صعب والدراسة النظرية لا يمكن أن تطبّق بكل مثالية وخاصة على البشر

 لكن كلنا نتعلم ونتربى و منحنا عقولا لنفكر 

وكما قال عليه الصلاة والسلام

 (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))

وقال عليه الصلاة والسلام (( مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ))

فنلاحظ من الحديث الأول أن الأطفال يولدون على الفطرة والآباء يربونهم خاصة على الدين

 أما الثاني فتضمن الصلاة والتربية الجنسية كما تضمن فكرة أعمق 

وهي أن التربية يمكن أن تستغرق عدة سنوات قبل العقاب

ومنه نستنتج أنه لا يمكن ترك الأبناء هكذا وأن لكل طفل طريقة وسلوك مختلف وتقبل

 كما أن التعليم والتربية والتعويد يأخذ وقتا حسب نوع الشيء الذي نريد التربية عليه وحسب شخصية الطفل  

هذا أولا 

ثانيا من يريد أن يغرس في أبنائه شيء معينا يجب أن يروه فيه

 يعني التربية بالقدوة 

من يريد أبناءه أن يلتزموا حفظ القرآن والصلاة يجب أن لا يأمرهم بل يأخذ بأيديهم منذ الصغر معه إلى المسجد للصلاة ولقراءة القرآن وأن يسألهم ماذا حفظوا وماذا فهموا وماالصعوبات التي تواجههم ؟ 

وإذا كان دور العبادة بعيدة يخصص مساحة صغيرة في البيت أو في أي غرفة ويجعل منها مصلى صغيرا ومكانا للصلاة وحفظ القرآن ويوفر لهم كتب قرآن مختلفة الأحجام وكتبا لتفسيره وللحديث النبوي وتدارسها معا 

ولا داعي للتحجج بمشاغل الحياة

 فكلنا نجد وقتا كافيا للهواتف وللنت وللتلفاز وللجلسات العائلية ومع الأصدقاء

 لكن لا نحاول أبدا أن نوجد 10 دقائق للتربية والحوار ؟؟؟

العلم 

الكثير منا يرى أن العلم غير مهم مقابل العلم الشرعي والعلم غير مهم للمرأة بالخصوص

العلم الشرعي طبعا لن يقارن بالعلوم الأخرى لأنه يدخل في مفهوم معرفتنا لديننا وتطبيقنا له 

لا يمكن أن نكون مسلمين حقا إن لم نبحر في العلم الشرعي وهو لا يتعارض أبدا مع العلوم الأخرى فنجد في القرآن أنه ذكر علم الفلك و تلقيح النبات و تكوين العسل و تعاقب الفصول .....

 و حتى في الأحاديث النبوية الشريفة ذكر علم الوراثة ....

ومن يعارض تعليم البنات لا بأس ولكن لا تبحث لزوجتك على طبيبة بل عالجها عند طبيب نسائي

لتحصيل علمي ودراسي جيد للأبناء لا نوفر لهم فقط كتب بل نوفر كتبا مدروسة نعرف محتواها وجوا مناسبا للدراسة و نجلس معهم ونحاورهم

 فلنفكر في مسيرتنا الدراسية ونستذكر ماهي المشاكل التي واجهتنا ولما ؟ 

كل شخص له مستوى مختلف سواء من ناحية الذكاء أو الاستيعاب ولكل شخص ميولات وامكانيات

 لنحاول اكتشفاها وتنميتها واكتشاف نقاط الضعف ومعالجتها

الكل يمكنه أن يكون أبا وأما هذا ليس صعب ولكن ليس الكل يمكن أن يكون مربيا جيدا وليس الكل يمكن أن يكونوا آباء صالحين

 ومن يريد ولدا صالحا يدعو له بعد وفاته فليكن هو صالحا وليربه تربية صالحة